يا من سكنْتِ مشاعري وعزفْتِ أحلى أغنية
من ألفة ومحبّة وأخوَّةٍ متفانيَة
بل كان ظهري مسرحاً لكِ في الليالي الماضيَة
تتسلّقين وتلعبين كقطّةٍ متشاقيَة
كم نِمْتِ في صدري وقلبي أو ذراعي الحانيَة
ولكم حرسْتُكِ من فعالِ أخي الصغير الواهيَة
قد كان منكِ يغار من تدليلنا لكِ أخْتِيَهْ
كم نمتِ في سفرٍ على رجلي منامَ العافيَة
حورية محبوبة وأديبة ومصليَة
وغزالة سكنَتْ رُبَى شِعْري وقلبي راعيَة
قد كنتِ أمًّا دون بنتٍ في الحياة الفانيَة
ربيتِ فاطمة الحبيبة بالأيادي الحانيَة
ولأجل ذا ما استوعبتْ يوم الوفاة الداهيَة
قالتْ: سترجع لي بيانُ ولن يطول تنائِيَهْ
ظلتْ على أملِ الرجوعِ بكل وقتٍ رانيَة
ولقد كبرْتِ مع القرانِ نشأتِ بنتاً صافيَة
وأبي وأمي ربَّيَاكِ على الخصال الساميَة
حتى كبرْتِ وكان حلمي أن أراكِ الهانيَة
لكنْ يشاءُ اللهُ أمراً غيرَ ما في بالِيَهْ
واختاركِ المولى إليه بحكمة هي خافيَة
لكنْ إرادةُ ربنا فوق الخلائق ماضيَة
ولئن عجزتُ عن الزيارةِ في القبور الفانيَة
فلقاؤُنا بذرَى الجنان مُؤمَّلٌ يا غاليَة