الماء عماد الحياة وهو الشيء الذي يعتبر أساسها ومن مقومات العيش على الأرض لكل الكائنات الحية ، فلا نستطيع أن نتخيل الحياة بدون ماء ، فبفضل الله تعالى ونعمه التي لا تحصى تنزل قطرات الماء من السماء إلى الأرض فتلتقطها الأرض بشوق وحب ولهفة لتهديها للإنسان وللبحار وللحيوانات والأنهار فهي الحبيب المنتظر الذي لايقدرون على العيش بدونه.
وقد أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بالمحافظة على الماء فقال ( لاتسرف بالماء ولو كنت على نهر جاري) لذلك يجب المحافظة عليه لأنه أهم شيء في الحياة ،
وأيضا كتب الشعراء كثيراً عن الماء وصفائه ونقائه وتغزلوا في نزول قطراتها من السماء وأطلقوا عليها أسماء كثيرة كالعطاء والوفاء للأرض والحب والحنان .
يعد الماء من العناصر الاساسية في الحياة التي يحتاجها الانسان في حياته اليومية والتي تلزم جميع الكائنات الحية من البقاء على قيد الحياة والاستمرار والذي قال الله تعالى عنه في كتابه العزيز "وجعلنا من الماء كل شيء حي "
تفاخر الماء والهواء – للشاعر عبد الغني النابلسي
تفاخر الماء والهواء وقد بدا منهما ادعاء
لسان حال وليس نطق ولا حروف ولا هجاء
فابتدأ الماء بافتخار وقال إني بي ارتواء
وبي حيا لكل حي أيضا وبي يحصل النماء
وكان عرش الإله قدما علي يبدو له ارتقاء
وطهر ميت أنا وحي لولاي لم يطهر الوعاء
ولا وضوء ولا اغتسال إلا وبي ما له خفاء
وبالهواء اشتعال نار ضرت وللنار بي انطفاء
وأحمل الناس في بحار كأنني الأرض والسماء
وعند فقري ينوب عني في الطهر ترب به اعتناء
وأهلك الله قوم نوح لما طغوا بي لهم شقاء
وليس لي صورة ولون لوني كما لون الإناء
وقال عني الإله رجس الشيطان بي ذاهب هباء
والخلق يرجونني إذا ما مسكت عنهم لهم دعاء
والأرض تهتز بي وتربو فيخرج النبت والدواء
فقام يعلو الهواء جهرا وقال إني أنا الهواء
فإن أنفاس كل حي تكون بي للحياة جاؤوا
وإنني حامل الأراضي والماء فيها له استواء
وأهلك الله قوم عاد بشدتي ما لهم بقاء
أروح القلب بانتشاق فيحصل الطيب والشفاء
وأدفع الخبث حيث هب النسيم يصفو بي الفضاء
وما لحي من البرايا عني مدى عمره غناء
والنطق بي لم يكن بغيري والصوت في الخلق والنداء
وليس كل الكلام إلا حروفه بي لها انتشاء
وبي كلام الإله يتلى فيهتدي من له اهتداء
وكل معنى لكل لفظ فإنه بي له اقتضاء
لولاي ما بان علم حق وعلم خلق والأنبياء
ولا يكون استماع إذن إلا وبي النوح والغناء
وحاصل الأمر أن كلا من ذا وذا للردى اندراء
وما لذا فضل على ذا ولا لذا بل هما سواء
وكل ماء له مزايا يكون فيها لنا الهناء
ولا هوا إلا وفيه نفع كما ربنا يشاء
وآدم كان أصله من طين وأضحى له اصطفاء
والمارج النار مع هواء سموم ريح وذاك داء
ومنه إبليس كان خلقا له افتخار وكبرياء
فكيف يعلو الهواء يوما والماء فينا له العلاء
به الطهارات والذي لم يجده ترب به اكتفاء
والنار فيها العذاب حتى لكل شيء بها فناء
وإنما نورها اشتعال الهواء فيها له ضياء
والترب فيه الجسوم تبلى فيظهر الذم والثناء
وعز ربي وجل عما نقول أن يلحق الخطاء
بخلقه ربنا عليم والعلم عنا له انتقاء
والفضل منه يكون لا من سواه حقا ولا امتراء